أبي كم أنا مشتاقة إليك

أبــــــــــــــــــــــــي
..

في ظلمة الليل الحالك ..
وعلى ضوء الشمعة الخافته ..
أمسكت القلم محاولة الكتابة ..
كلمات مبعثرة ،، حروف غير مفهومة ،،
تبدأ من بداية السطر تارة ،، ومن نهايتها تارة اخرى ..
تمزق الصفحة تلو الأخرى ،، لكن دون جدوى..
الفكر مشتت ،، والبال مشغول ،، والقلب حزين....
أنطفأت الشمعة فجأة ،، فرمت بالقلم بعيدااااا ..
..
..

الحقيقي 640x467 والحجم 876 كيلوبايت .

..اقتربت من النافذة ..
وأخذت تراقب ضوء القمر الباهج ..
ولكــــــــــن ..
لوحدها هذه المرة ..
لم تعتد هذا الموقف ..
بعــد أن كانت تسامره معـــه ..
..
..
..
..
دمعة سقطت من عينيها ..
ذكريات راودتها وهي معه ..
فقد تعودا مراقبة ضوء القمر معا ..
دمــــــــــوووع ..
ولكن أين من يكفكفها ..
فعندما كانت تدمع أمامه ..
يرفع يده إلى مقلتيها ..
وبأطراف أصابعه الدافئة يمسح دموعها ويقول ..
لا أريد أن تسقط ثانيه ..
لا أتحمل رؤية دموعك ..
تهدأ بدورها ..
بعد ان يمسح بيدية الحانيتين على رأسها ..
ويداعب شعرها القصير الذي يحاكي الليل في ظلمته ..
لتتراقص خصلاتها الناعمة بين أصابعه بفعل النسيم الهادىء ..
وهمسات في أذنيها ،، لتهدأ بالنوم العمييييق ..
هكذا تعودت ..
..
..
..
..
أبي
رحــلت ولم يعـــد لك أثــر ..
لكني لم أيئس...
أنتظرك كل ليلة وعلى الحال نفسه ..
ممسكة بصورتك وأحدثها ..
أتذكر ..؟؟
أتذكر كلامك حين كنت تقول ..
أيتها الصغيرة...
أتعلمين
متى يموت الرجل ؟
يموت مرة
حين يترك أبنائة يبكون "من" .....خلفه...!!وهو لا يستطيع فعل شيء
ويموت ألف مرة ...
حين يرى ابنائه ينطقون بكلمت ابي لغيرة .....
وأنـــا غيرهــم ..
سأظل معك إلى آخر رمقـــي ..
إلى أن تقول أنت أبتعد ..
لــن أتركك ما حييت ..
لــــن أخذلك أبــدا ..
لـــن أجرحك ،، لـــن أبكيك ..
لــن ،، ولـــن ،، ولـــن ....
أتظنني ا نسي ..!!
هكــــذا اتمتم ..
حتى يغلبني النعاس بعد بكاء شديد ..
..
..

..
..وطااااااااال الإنتظار ..
انتظااار ما بعده انتظااار ..
ومرت الأيام ثقيلة على نفسي ..
كثقل الجباااااااال ..
وكأنها سنين طواااااال ..
ولكن هل سيعود ..!!
..
..
..
.
في ذات مساء ..
رن هاتفــي على غير عادة ..
ماذااا رقم لا أعرفه ..
تردد في الجواب ..
حتى توقف الاتصال ..
+++
ساعة أو ساعتان ..
ليعود الهاتف بالرنين ..
وبنفس الرقم القديم ..
قررت الجواب ..
ألـــــــــــو ..
وبعد التحية والسلام ..
ومن غير مقدمات ولا تمهيدات في الكلام ..
قااااااااااااااال ..
يا أختي ..
أبــــــــــــــــــي يحتضـــر !!
وبعدها انقطع الاتصال ..
........
استغراب ..
ألــــم ..
دمـــوع ..
حـــزن ..
ليوصلني كل ذلك إلى المشفى ..
محتاره أي طريق اسلك ..
أي طريق أسهــــل ..
أي طريق أســـرع ..
..
..
..
..
أيـــن هـــــو ..
ليشيروا له في الغرفة تللللك ..
+++
أصــرخ وأصيـــح ..
أبي لا ،، لاااااااا تتركني ..
دمــــــــــوووع ..
....
فتح عيناناه مليئتان بالحزن الدفين ..
ليراني فوق رأسه،، وعيناه أذرفت الدمع الحزين ..
وأنا ممسكة يده ..
رفع يده النحيلة لتمسح دموعى كما كان يفعل معها قبل سنين ..
وكأنه ينهــاه عن البكــاء والأنيــــن ..
صمت طويييييل ..
والخطاب بالنظرات كفيييييل ..
ذكرياااات ،، وذكرياااات .....
..
..
..
..
بــدأ جهــاز القلب بالعـــد التنازلــي ..
دمــــوووع ملأ العيون ..
لا تتركننننننننننني ..
أعدك لـــن أتركك بعد اليوم ..
لن أبتعد أبدا ..
سأظل بجانبك طول العمر ..
لــن أؤلمــك ...

ذرفت عيناه الدموع ..
عند سماع همسات الوداع ..

وكثر التوسلات ..
لكن بعد فوات الأوان ..

دمـــوووع و دمـــوووع..

وبها امتزجت دموعي وتلألأت في كبد السماء ..
لتعلنهــــا أصعــب ..
دمـــ للفـــرااااق ــوع ..
..
..
أين انت يااااااااااااااأبي لترى ابنتك ماذا فعل بها الزمن .....

إبنتك الصغيرة

فقط علي منتدي الاحساس